السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
في البداية،
أغتنمهما فرصة ونحن في جمعة مباركة
لأترحم على شهداء الجزائر الأبرار
سائلا المولى جل في علاه أن يحشرهم في جنات النعيم
مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين ..
لكن ؟ ... ما لم أجد له تفسيرا كلما حلت علينا ذكرى نوفمبر المباركة ..
هو تعمد السواد الأعظم من المسؤولين والأئمة فوق منابرهم
التركيز على البعد التاريخي لثورتنا المجيدة
دونما أي اشارة إلى بنزينها ووقودها ممثلا في
بعدها الديني الاسلامي أولا
تجاهل البحث عما يمكن أن نقتبسه من نورها
لتغيير وضعنا الحالي ثانيا
أولا : فمن خلال بيان أول نوفمبر 1954 الموجه للشعب الجزائري عامة
نجد أن أهداف الثورة وضحت بشكل جلي في التالي
" الهدف: الاستقلال الوطني عن طريق :
1- إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية
ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية.
2- احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني "
ولعل قيام ثورتنا لتحقيق هذا المقصد العظيم ما كان إلا نتيجة حتمية لمسار تاريخي
بدأ مع الثورات الشعبية مجسدة مثلا في فلسفة الأمير عبد القادر والطموح لبناء
دولة جزائرية إسلامية مستقلة
ومرورا بالوعي الاسلامي الذي ساهمت في نشره جمعية العلماء المسلمين
عن طريق أعلامها كالابراهيمي وابن باديس
ووصولا الى تفجيره في ثورة خلدتها البشرية في خانة أعظم ثورات العصر الحديث.
ثانيا : أما ما لا يجب نسيانه وتجاهله في الوقت الراهن
فهو أن جزائرنا الحبيبة المبنية على جماجم مليون ونصف مليون شهيد
في فترة امتدت بين 1954 و 1962
دونما نسيان للشهداء الذين سقطوا قبل ذلك وهم بالآلاف ..
لن تخلوا من مخلصين يحبونها ويغارون عليها ويحزنون على حالها
مهما كثر الهرج والمرج وعلا صوت الباطل ..
وحتى لو بلغ الفساد ما بلغ وعلت رايته
لا عذر لمن يبرر موقفه السلبي النابع من الامعيه المتشدقة بعبارات جوفاء كـــ
" أن الكل يفعلون كذا ويصنعون كذا" و " أني لن أحمل هم غيري فوق ظهري "
و " أن الفساد عم ولن يضره موقفي الفردي " وووو
متناسيا ما قرره خير خلق الله أجمعين حينما قال عليه الصلاة والسلام
" لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن أساءوا أسأنا
ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تظلموا "
فلو أن بن مهيدي وبن بولعيد وحسيبة وجميلة
وقبلهم ابن باديس والابراهيمي
والشيخ العربي تبسي والامير عبد القادر ونسومر سلموا بهذا المنطق
لما أخرجوا فرنسا بجيوشها الجرارة
وهي التي كانت تمثل قوة عسكرية يضرب بها المثل
وأقل واجب ديني يفرضه علينا واجب الانتماء لهذا الوطن خاصة
ولأمة الاسلام عامة من باب قول الحق تعالى
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
هو ألا نقف موقف المتفرج المكتوف الأيدي تارة
وموقف المساهم في تكريس الرداءة تارة أخرى
بحجة عدم القدرة والاستطاعة على مقاومة التيار الجارف
ذلك أن الواحد منا مكلف بواجبات معينة اتجاه دينه وأسرته وأمته ووو
مما يحتم كفي الوطن هم أنفسنا على الأقل
ولا نساهم في نكسته
ولا نكون من أسباب نكبته
والله أعلم