بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن تبع هداه ثم أما بعد
هذه فتاوى لعلماء فى مسائل تتعلق بنداء الكافر مثل أخى , أخى فى الأنسانية , أخى فى الوطنية ,صاحبى , سيدى , حضرتك ,الأخر , وغير ذلك
س: هل يجوز أن أقول للكافر ياسيد أو أكتب ذلك فى فاتورة مثلاً ؟
ج :لا يقال للكافر : سيد ، ولا للفاسق : سيد ، لأنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تقولوا للمنافق سيدنا ) فنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن هذا الشيء ، فلا نبغي للمؤمن أن يقول للكافر ولا للفاسق سيداً ، لأن هذا وصف عظيم لا يليق بالكافر والفاسق ، والسيد هو الرئيس والكبير والفقيه ـ فلا ينبغي أن يقال للكافر بالله أو المعروف بالمعاصي الظاهرة لا يقال له سيد ، بل يدعى باسمه المعروف : فلان ، أو : أبي فلان ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في عبد الله بن أبي : ( ما فعل أبو الحباب ) . فإن دعي بلقبه أو باسمه أو قيل فلان المدعو كذا وكذا فلا بأس ويكفي هذا ، أما أن يقال السيد فلان ، أو يأتي بما هو أعظم من ذلك ، فلا يجوز لكونه فاسقاً معروفاً بالفسق ، ولا حول ولا قوة إلا بالله " انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله فتاوى نور على الدرب" (1/300) . "
س :ما هي الأوصاف التي يُنادى بها على الكافر؟ وهل يجوز قول "أخي" و "سيدي "صديقى "؟
.
ج - لا يجوز مخاطبة الكافر بالألفاظ الشرعية الخاصة بالمسلمين ، كلفظ " أخي " ، ولا بالألفاظ التي فيها إظهار المودة كلفظ " صديقي " ، ولا الألفاظ التي نهينا عن مخاطبة الكفار بها ، كلفظ " سيِّد " .
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
عن حكم قول : " أخي " لغير المسلم ؟ وكذلك قول : " صديق " و " رفيق " ؟ وحكم الضحك إلى الكفار لطلب المودة ؟ .:
ج :"أما قول : " يا أخي " لغير المسلم : فهذا حرام ، ولا يجوز ، إلا أن يكون أخاً له من النسب ، أو الرضاع ؛ وذلك لأنه إذا انتفت أخوة النسب والرضاع : لم يبق إلا أخوَّة الدين ، والكافر ليس أخاً للمؤمن في دينه ، وتذكر قول نبي الله تعالى نوح : (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) .
وأما قول : "صديق " ، " رفيق " ، ونحوهما : فإذا كانت كلمة عابرة يقصد بها نداء من جهل اسمه منهم : فهذا لا بأس به ، وإن قصد بها معناها تودداً وتقربّاً منهم : فقد قال الله تعالى : (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) ، فكل كلمات التلطف التي يقصد بها الموادة : لا يجوز للمؤمن أن يخاطب بها أحداً من الكفار .
وكذلك الضحك إليهم لطلب الموادة بيننا وبينهم : لا يجوز ، كما علمت من الآية الكريمة" انتهى . "مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 3 / 42 ، 43 ) .
*- وأما النهي عن قول "سيد" ، أو "سيدي" لأحدٍ من الكفار : فقد جاء ذلك في نص صحيح . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ) . رواه أبو داود ( 4977 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود
وإذا كان هذا الحكم في المنافق فالكا فر مثله ، وقد جعل النووي رحمه الله هذا الحكم شاملاً للفاسق ، والظالم ، والمبتدع ، فقد بوَّب في كتابه "رياض الصالحين" ، فقال : "باب النهي عن مخاطبة الفاسق والمبتدع ونحوهما بـ "سيِّد" ، ونحوه " .
*وقال ابن القيم رحمه الله تحت فصل "خطاب الكتابي بسيدي ومولاي"
"وأما أن يُخاطب بـ "سيدنا" ، و "مولانا" ، ونحو ذلك : فحرام قطعاً ، وفي الحديث المرفوع : (لا تقولوا للمنافق : سيدنا ، فإن يكن سيدكم فقد أغضبتم ربكم)" انتهى . " أحكام أهل الذمة " ( 3 / 1322 ) .
*وقال الشيخ حمود التويجري رحمه الله :
"ولا يجوز وصف أعداء الله تعالى بصفات الإجلال والتعظيم كالسيد ، والعبقري ، والسامي ونحو ذلك ، لما رواه أبو داود والنسائي والبخاري في الأدب المفرد عن بريدة رضي الله عنه عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ) . رواه أبو داود ( 4977 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود )وقد قلَّت المبالاة بشأن هذا الحديث الشريف ، حتى صار إطلاق اسم " السيد " ونحوه على كبراء الكفار ، والمنافقين ، مألوفاً عند كثير من المسلمين في هذه الأزمان ، ومثل السيد " المستر " باللغة الإفرنجية ، وأشد الناس مخالفة لهذا الحديث : أهل الإذاعات ؛ لأنهم يجعلون كل مَن يستمع إلى إذاعاتهم من أصناف الكفار ، والمنافقين ، سادة ، وسواء عندهم في ذلك الكبير ، والصغير ، والشريف ، والوضيع ، والذكر ، والأنثى ، بل الإناث هن المقدمات عندهم في المخاطبة بالسيادة ، وفي الكثير من الأمور خلافاً لما شرعه الله من تأخيرهن . وبعض أهل الأمصار يسمُّون جميع نسائهم : " سيدات " ، وسواء عندهم في ذلك المسلمة ، والكافرة ، والمنافقة ، والصالحة ، والطالحة .ويلي أهل الإذاعات في شدة المخالفة لحديث بريدة رضي الله عنه : أهل الجرائد ، والمجلات ، وما شابهها من الكتب العصرية ؛ لأنهم لا يرون بموالاة أعداء الله ، وموادتهم ، وتعظيمهم بأساً ، ولا يرون للحب في الله ، والبغض في الله ، والموالاة فيه ، والمعاداة فيه : قدراً ، وشأناً . " تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران " .ولا حرج من مناداة الكفار بأسمائهم أو "القرابة" – كما في قوله صلى الله عليه وسلم لعمِّه أبي طالب "يَا عَمُّ" - ، أو "المسمَّى الوظيفي" – كـ "رئيس الجامعة" ، أو "عميد الكلية" ، كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم هرقل بـ " عظيم الروم " - ، وغيرها من الأوصاف المباح مناداته بها .ثم ينبغي التنبيه إلى أن هذه الأحكام التي قررناها هي الأصل الذي يطالب به المسلم ، ولكن قد يختلف الأمر باختلاف المصلحة المترتبة على مناداة الكافر بما قد يفهم منه تعظيمه ، أو المفسدة المترتبة على عدم ذلك ، فقد يكون الشخص قريباً جداً من الإسلام فمثل هذا لا بأس بتأليفه على الإسلام ويتسامح في حقه ما لا يتسامح في حق من عرف بالغلظة والشدة على المسلمين .
*وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله :
"ومدار هذا الباب وغيره مما تقدم على المصلحة الراجحة ، فإن كان في كنيته وتمكينه من اللباس وترك الغيار [يعني : عدم تغير أسمائهم ولباسهم إذا تسموا بأسماء المسلمين ولبسوا لباسهم] والسلام عليه أيضاً ونحو ذلك تأليفاً له ورجاء إسلامه وإسلام غيره كان فعله أولى ، كما يعطيه من مال الله لتألفه على الإسلام ، فتألفه بذلك أولى .
وقد ذكر وكيع عن ابن عباس أنه كتب إلى رجل من أهل الكتاب : سلام عليك . ومَن تأمَّل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في تأليفهم الناس على الإسلام بكل طريق : تبيَّن له حقيقة الأمر ، وعلِم أن كثيراً مِن هذه الأحكام التي ذكرناها - من الغيار ، وغيره - تختلف باختلاف الزمان ، والمكان ، والعجز ، والقدرة ، والمصلحة ، والمفسدة .ولهذا لم يغيرهم النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر رضي الله عنه ، وغيرهم عمر رضي الله عنه .والنبي صلى الله عليه وسلم قال لأسقف نجران : أسلم أبا الحارث ، تأليفاً له واستدعاء لإسلامه ، ولا تعظيماً له وتوقيراً" انتهى "أحكام أهل الذمة" (2/524) . والله أعلم الإسلام سؤال وجواب"للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله .
س :هل يصح تسمية النصارى بـ "المسيحيين"؟
ج :الحمد لله
لا شك أن الأفضل أن يسمون "نصارى" وبهذا الاسم جاء القرآن الكريم ، ولم يطلق عليهم ولو في موضع واحد أنهم "مسيحيون" ولفظ "مسيحي" نسبةً إلى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام .
وهذه النسبة غير صحيحة في الواقع ، لأنهم لو كانوا أتباع المسيح حقاً لآمنوا أنه عبد الله ورسوله ، ولآمنوا بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم ، كما بشرهم بذلك المسيح نفسه ، وأمرهم بالإيمان به ، قال الله تعالى : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) الصف/6 .فتبين بذلك أنهم ليسوا اتباعاً للمسيح عليه السلام حقيقةً .ولكن .. نظراً لأنه غلب إطلاق "مسيحي" على أتباع الديانة النصرانية ، ولا يقصد كثير ممن يطلق هذا الاسم أنهم اتباعه حقيقةً ، وإنما يريد فقط التعريف بهم ، وأنهم ينسبون أنفسهم إليه ، فلا حرج من استعماله ، وممن استعمل هذا الاسم "مسيحي" من علمائنا : فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ، وفضيلة الشيخ صالح بن عبد الله الفوزان حفظه الله ، وعلماء اللجنة الدائمة للإفتاء ، كما يعلم ذلك من البحث في فتاواهم بكلمة "مسيحي" .
وإن كان الأولى والأفضل استعمال اسم " النصارى" .
فقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
شاع منذ زمن استخدام كلمة "مسيحي" ، فهل الصحيح أن يقال : "مسيحي" ، أو "نصراني"؟.
فأجاب :
"معنى " مسيحي " نسبة إلى المسيح بن مريم عليه السلام ، وهم يزعمون أنهم ينتسبون إليه ، وهو بريء منهم ، وقد كذبوا ؛ فإنه لم يقل لهم إنه ابن الله ، ولكن قال : عبد الله ورسوله . فالأولى أن يقال لهم : " نصارى " ، كما سماهم الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ) البقرة/ 113" انتهى .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 5 / 387 ) .
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
يَرِدُ على ألسنة بعض المسلمين كلمة " مسيحية " حتى إنهم لا يميزون بين كلمتَي " نصراني " ، و " مسيحي " ، حتى في الإعلام الآن يقولون عن النصارى : مسيحيين ، فبدل أن يقولوا : هذا " نصراني " ، يقولون : هذا " مسيحي " ، فنرجو التوضيح لكلمة " المسيحية " هذه ، وهل صحيحٌ أنها تطلق على ما ينتهجه النصارى اليوم ؟ .
فأجاب :
"الذي نرى أن نسمي " النصارى " بـ " النصارى " ، كما سماهم الله عز وجل ، وكما هو معروف في كتب العلماء السابقين ، كانوا يسمونهم : " اليهود والنصارى " ؛ لكن لما قويت الأمة النصرانية بتخاذل المسلمين : سَمَّوا أنفسهم بالمسيحيين ؛ ليُضْفوا على ديانتهم الصبغة الشرعية ، ولو باللفظ ، وإلا فأنا على يقين أن المسيح عيسى بن مريم رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء منهم ، وسيقول يوم القيامة إذا سأله الله : ( أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) المائدة/ 116 ، سيقول : ( سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ . مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ...) المائدة/ 116، 117 ، إلى آخر الآية . سيقول هذا في جانب التوحيد ، وإذا سئل عن الرسالة فسيقول : يا رب! إني قلت لهم : ( يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) الصف/ 6 ، فهو مقرر للرسالات قَبْلَه ، وللرسالة بَعْدَه عليه الصلاة والسلام ، فأمر أمته بمضمون شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ؛ ولكن أمته كفََرَت ببشارته ، وكفَرَت بما أتى به من التوحيد ، فقالوا : ( إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ) المائدة/ 73 ، وقالوا : ( الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ) التوبة/ 30 ، وقالوا : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) المائدة/ 17 ، نسأل الله العافية . الحاصل : أني أقول : إن المسيح عيسى بن مريم بريءٌ منهم ، ومما هم عليه من الدين اليوم ، وعيسى بن مريم يُلْزِمهم بمقتضى رسالته من الله أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ؛ ليكونوا عباداً لله ، قال الله تعالى : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) آل عمران/ 64" انتهى .
" لقاءات الباب المفتوح " (43 / السؤال رقم 8 ) .والله أعلم الإسلام سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله
*هذا وقد سمعت بأذنى العلامة المحدث مصطفى العدوى حفظه الله : يفتى على قناة الرحمة الفضائية "برنامج فتاوى الرحمة بأنه يأثم من تعمد قول مسيحى لمخالفتة لما جاء فى القراءن والسنة فقد سماهم الله ورسوله نصارى ولم يسميهم مسحين " انتهى
س :ما حكم أن نقول لغير المسلم " الأخ " بزعم أنها أخوة إنسانية أو وطنية وليس المقصود بها دينياً ؟
ج :فإطلاق كلمة أخ على الكافر فيها تفصيل، فإن كان القائل يريدأخوة الدين فإن ذلك لا يجوز، وإن كان يريد أخوة النسب ولو النسب البعيد فلا بأسبذلك.
قالالقرطبيفي تفسير قوله تعالى: وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا {الأعراف: 65} قال ابن عباس: أيابن أبيهم وقيل أخاهم من القبيلة، وقيل أي بشرامن بني أبيهم آدم . وقال أيضا:وقيل له أخوهم لأنهمنهم وكانت القبيلة تجمعهم كما تقول يا أخا تميم. وقيل إنما قيل له أخوهم لأنه منبني آدم كما أنهم من بني آدم،وقال أيضا في تفسير قوله تعالى:إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ {الشعراء: 106} أي ابنأبيهموهي أخوة نسب لا أخوة دين وقيل هي أخوة المجانسة.اهـ.
ولكن ليحذر المسلم المستقيم العقيدة من كثرة إطلاق كملة أخ علىالكفار والمشركين والملحدين لغير حاجة من تأليف لقلوبهم على الإسلام أو اتقاء لشرهمفإن كثرة إطلاق كلمة أخ عليهم قد تؤدي إلى ميل قلب المؤمن لهم ومودتهم وعدم بغضهموإن مودة الكفار محرمة بل إنها تقدح في إيمان العبد. قال تعالى:لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَبِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُوَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْعَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍمِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَفِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَاإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {المجادلة 22} "فتاوى الشبكه الأسلامية " المفتى مركز الفتوى
س :هل يجوز مناداة العامل الأجنبي الغير مسلم باسم (( محمد)) حيث الدارج الآن عندمانذهب لمركز تجاري أو لمحطة بنـزين أو غيرها ينادون بمحمد .
ج : لا يجوز امتهان هذا الاسم الشريف الكريم لغة ومعنى إلى هذا الحدّ حتى يُنادى به الكافر .
وقد كان بعض العلماء ممن صنّفوا في أسماء الرواة ، يُقدّمون ذكر المحاميد ( من تبدأ أسماؤهم بـ " محمد " كما صنع الإمام البخاري رحمه الله في كتابه التاريخ الكبير ، فإنه قال : هذه الأسامي وُضِعت على ( أ ب ت ث ) وإنما بُدىء بـ ( محمد ) من بين حروف ( أ ب ت ث ) لحال النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن اسمه محمد صلى الله عليه وسلم . اهـ .
أما إذا كان يُنادى به عامل مسلم لابأس ، فذلك لغلبة اسم محمد على كثير من أسماء الأعاجم ؛ لأنهم يتبرّكون باسم محمد ، فيجعلونه قبل أسمائهم ! "الشيخ عبد الرحمنالسحيمشبكة المشكاةالإسلامية"
ج :نسمع بعض الدعاة وبعض أهل العلم يجوزون القول بالأخوة البشرية أو الإنسانية أو الآدمية، فهل يجوز هذا القول؟
ج :الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالأخوة الإنسانية التي تقتضي نصح الناس ودعوتهم إلى الله وإرادة الخير لهم بالدخول في الإسلام لا يُمنع منها، لكن ما يطلق ويراد به المساواة بين البشر ولو اختلفت مللهم، والتصريح بمساواة الملل، والمحبة بين أصحابها مما يناقض نصوص الكتاب والسنة؛ فهذا من الموالاة التي حرَّمها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51).فمعاني الحب، والرضا، والنصرة، والطاعة، والمتابعة، والتولية، والصداقة، والمعاونة على الأمر كلها من معاني الموالاة التي لا تجوز أن تُصرف للكفار، فلا مانع من أخوة يقال فيها: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) (الأعراف:65)، ثم: (أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ) (هود:60)، فهل تراهم يقولون ذلك؟!
www.salafvoice.comموقع صوت السلف للشيخ ياسر برهامى حفظه الله
س :عندما أتكلم مع أحد النصارى وأريد أن أتألف قلبه فهل يجوز أن أخاطبه قائلاً: سيادتك أو حضرتك؟
ج :الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ج :فلا يجوز سيادتك؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ؛ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ -عَزَّ وَجَلَّ-) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، والكافر أولى, أما حضرتك؛ فلا مانع منها.
www.salafvoice.comموقع صوت السلف للشيخ ياسر برهامى حفظه الله
س :أخ يتكلم مع النصارى على شبكة الإنترنت بقوله: "الإخوة المسيحيين"، ولما نصحته أنه لا توجد أخوة بيننا قال لي: "إنه توجد أخوة في الدين والوطن والنسب"، واستدل بقوله -تعالى-: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا) (هود:50)، (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا) (هود:61).
ج :الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلابد من الانتباه إلى أن هذه الأخوة في الوطن والنسب والإنسانية لا تقتضي مودة ولا موالاة، فإذا كان يخاطبهم بذلك مع كونِه يخبرهم بكفرهم، ويدعوهم إلى التوحيد والإيمان، وتَبَرَّأ من شركهم فلا بأس، أما أن يكلمهم بالأخوة ساكتـًا عما وجب عليه من الدعوة والبيان ليفهموا من ذلك المحبة والمودة فهو مبطل.
www.salafvoice.comموقع صوت السلف للشيخ ياسر برهامى حفظه الله
ج :هل يجوز أن يقول للكافر ياصاحبى كما قال النبى يوسف عليه السلام ؟
أولاً مصاحبة الكافر حرام شرعاً لما فيها من الود والحب وغيره ومنداته بذلك مطلقاً حرام شرعاً فقد أفتى أنفاً العلامه بن باز رحمه الله وغيره على ذلك , وأما قول النبى يوسف فأنه صلى الله عليه وسلم لم يصاحب الكافرين ولكنه حبس معهم وقيد كلمة ياصاحبى بالسجن وذلك لحكمة وهى :
{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ } [يوسف:39]، وهذا من حسن الأدب في الخطاب، فيذكر هنا بشيء جامع له معهما، أي: يا صاحباي في السجن، وهذه لها أثرها في التأثير في النفوس، كما تقول: يَبْنَؤُمَّ! فتذكره بالرابطة التي بينك وبينه، أو: يا ابن أخي! يا ابن بلدي! يا مسلم مثلي! فكلها روابط تجعل النفس مؤهلة لقبول ما سيلقى عليها.
{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ } ، يا من ابتليتما مثلي بالسجن! فهذه رابطة يثيرها يوسف صلى الله عليه وسلم، وهكذا ينبغي أن نثير الروابط التي تفتح الصدور عند الخطاب، فإن الأنفس جبلت على التقارب من مثيلها ونظيرها، { أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } [يوسف:39]،"دروس مفرعة لتفسير سورة يوسف للشيخ مصطفى العدوى على المكتبه الشاملة " أذاًمن أراد أن يقول كما قال يوسف عليه السلام يفعل مثل ما فعل أيضاً أن يبين لهم أنهم كفار ويدعيهم إلى الاسلام وغير ذلك والله أعلم
*وأما من أستدل من الأيات على أنهم أخوة لنا فى الأنسانية وغير ذلك فخطأ لأن القراءن يفسر بعضه بعضا وهذه الأيات كقول الله { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} ال عمران164 أى أخوهم من النسب ويعرفوه ويعرفوا أخلاقه وغير ذلك وكثير من المفسرين على ذلك.
{ 50 - 60 } { وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا } .أي: { وَ } أرسلنا { إِلَى عَادٍ } وهم القبيلة المعروفة في الأحقاف، من أرض اليمن، { أَخَاهُمْ } في النسب { هُودًا } ليتمكنوا من الأخذ عنه والعلم بصدقه .1/"383 تفسير السعدى "
*وأمَّا ما زعمه بعضهم بجواز أن يقولالمسلم للنصراني (أخي) واستدلَّ على ذلك بقوله _تعالى_: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَإِخْوَةٌ"، ثمَّ ذكر أنَّ النصراني مؤمن من وجه، والمسلم مؤمن بوجه آخر، فلا شكَّأنَّ هذا خطأ، لأنَّه _سبحانه وتعالى_ جلَّى هذه القضية بكل وضوح فقال عن الكفار: "وما هم بمؤمنين" وقال كذلك عنهم: "فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُاالزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ" (التوبة: من الآية11)، والذي يفهم من هذهالآية أنَّه لا أخوة سابقة بين دين الكفَّار ودين المسلمين إلا إذا دخلوا فيالإسلام فهم إخواننا لهم مالنا وعليهم ما علينا، ومن جميل ما قاله الشيخ/ محمد رشيدرضا – رحمه الله – حول هذه الآية
وبهذه الأخوة يهدم كل ما كان بينكم وبينهم منعداوة، وهو نص في أن أخوَّة الدين تثبت بهذين الركنين، ولا تثبت بغيرهما مندونهما) تفسير المنار ، لرشيد رضا (10/187(
*وأخيراً أن لايجوز أن نعامل الكفار خلاف ما جاء به النبى من القراءن والسنه وأيضاً بفهم سلف الأمه مثلاً كلمة الأخر لماذا نطلقها عليهم وقد سماهم الله كفاراً وبهذا أفتى علماء كثير ومنهم العلامه الفوزان , أما أخى فى الوطنيه فالقوميين يريدون ذلك منا وأيضاً أخى فى الأنسانية فالماسونيه الجمعية الصهيونيه السريه المعروفة أيضاً تريد ذلك هم والعلمانيين يريدون تمييع عقيدة الولاء والبراء ولكن خطوة خطوة فليحذر الشباب من ذلك فى ينبغى قول مثل هذا إلا بضوابط كما ذكر العلماء أنفاً للمصلحة الراجحة والأضطرار وغيره من غير أن يفهم هذا النداء خطأ أو أن يكون على حساب الدين فالكفار كفار لا يرضوا عنا أبداً ما دمنا مسلمين حتى ولو جملناهم وهم يريدون ذلك لكى يقربوا المسافة كما قال الله عز وجل :
"وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ" أي: تضعف في أمرك فيضعفون، أوتلين لهم فيلينون)(11)، وذكر القرطبي – رحمه الله – على هذه الآية عدداً من الأقوالثم قال: (قلت: كلها _إن شاء الله_ صحيحة على مقتضى اللغة والمعنى، فإن الدهان: اللين والمصانعة، وقيل: مجاملة العدو وممايلته، وقيل: المقاربة في الكلام والتليينفي القول)(12). 12) تفسير القرطبي (18230. )
*ولله درُّ الشيخ الداعية/عبدالرحمن الدوسري ـ رحمه الله ـ حين حذرمن هذه الدعاوى المنحرفة، قائلا:ً(فانظر إلى إبراهيم إمام المسلمين ومن معه منالأنبياء كيف صرَّحوا بعداوة قومهم وبغضهم لأنَّ الله لا يبيح لهم موالاتهم أومؤاخاتهم باسم القومية لأي هدف كان حتى يتحقق فيهم الإيمان بالله قولاً وعملاًواعتقاداً.وأوجب الله علينا التأسي بهم، ذلك أنَّ مؤاخاة الكفار بأي شكل منالأشكال، ولأي غرض من الأغراض لا يكون أبداً إلا على حساب العقيدة والأخلاق بل لايكون إلا بخفض كلمة الله واطِّراح حكمه ونبذ حدوده ورفض وحيه، ومهما ادَّعوا منالأخوة الإنسانية والعمل لصالح الوطن ومقاومة أعدائه ونحو ذلك من التسهيلاتالمفرضة، فإنَّ المصير المحتوم للمسلمين هو ما ذكرناه من تجميد رسالة الله وإقامةحكم مناقض لإعلاء كلمته والجهاد الصحيح في سبيله وتحكيم شريعته.) مقطع من خاتمة للشيخ الدوسري على كتاب مفيد المستفيد في كفرتارك التوحيد للإمام : محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ ضمن كتاب عقيدة الموحدينوالرد على الضلال والمبتدعين للشيخ / عبدالله العبدلي الغامدي ـ رحمه الله ـصـ101) وأخيراً أرجو أن أكون قد وفقنى الله بهذا الجمع القليل والسلام عليكم.