**السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.**.
**الدليل من الكتاب والسنة واقوال الصحابة والعلماء في تحريم الاغاني والملاهي**
قال الله تعالى(ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم))سورة لقمان الاية.6. قال القرطبي في تفسير هذه الاية (لهو الحديث) في قول ابن مسعود وابن عباس وغيرهما هو الغناء،وكان ابن مسعود رضي الله عنه لما يسأل عن تفسير الاية السابقة يقول ابن مسعود .الغناء والله الذي لا اله الا هو يرددها ثلاث مرات.هو الغناء ثم بسط القرطبي الكلام في تفسير هذه الاية قال :هو الغناء المعتاد عند المشتهرين به الذي يحرك النفوس.يحرك الساكن ويبعث الكامن فهذا النوع اذا كان في شعر يشبب فيه بذكر النساء وذكر الخمور والمحرمات لا يختلف في تحريمه لانه من اللهوا المذموم بالاتفاق فأما ان سلم من ذلك فيجوز القليل منه في أوقات الفرح كالعرس والعيد وعند التنشيط على الأعمال الشاقة كم كان في حفر الخندق .وهذا الكلام الذي قاله القرطبي كلام حسن وبه تجتمع الآثار الواردة في هذا الباب.
* ومن ذلك ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت :دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث،فاضطجع على الفراش وحول وجهه .ودخل ابو بكر رضي الله عنه .فا نتهرني وقال :مزمار الشيطان عند رسول الله فاقبل اليه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال :دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وفي رواية لمسلم فقال رسول الله :يا ابا بكر ،ان لكل قوم عيدا وهذا عيدنا وفي رواية له أخرى أنها ايام عيد فأنظر هنا سماه الصديق مزمار الشيطان ن ولم ينكر عليه الرسول ذلك ولم يقل له ان الغناء والدف لا حرج فيهما بل علل ذلك بأنها أيام عيد ينبغي التسامح في مثل هذا للجواري الصغار في أيام العيد ولأن الجاريتان كانتا تنشدا غناء الأنصار الذي تقاولوا به يوم بعاث في ما يتعلق بالشجاعة والحرب في خلاف أكثر المغنيين اليوم فكيف يجوز لعاقل ان يقيس هذا على هذا ومن تأمل هذا الحديث علم ان ما زاد على ما فعلته الجاريتان منكر يجب التحذير منه حسما لمادة الفساد .
*. فقال صلى الله عليه وسلم ((ليكونن من أمتي أقوام تستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف))رواه البخاري. وهذا ذم صريح لمستحلي المعازف حيث قرنهم مع مستحلي الزنا والخمر والحرير وروى ابن ماجه في سننه .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير إسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف بهم الله الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير )) إسناد صحيح .فتوعد الله مستحلي المعازف بأن يخسف بهم الأرض ويمسخهم قردة وخنازير وإن كان الوعيد على جميع هذه الأفعال.
وأما أقوال العلماء في الأغاني والمعازف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فهخو كثير جدا ولكم البعض منه :
* روى علي ابن الجعد وغيره عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال((الغناء ينبت النفاق في القلب .كما ينبت الماء الزرع )) وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا والمحفوظ انه من كلام المسعود رضي الله عنه .
* قال العلامة ابن القيم الجوزية في كتابه(الاغاثة) فما وجه انبات الغناء النفاق في القلب من بين سائر المعاصي أول شىء على فقه الصحابة في احوال القلوب واعمالها ومعرفتهم بادويتها وادوائها الذين داووا امراض القلوب بأعظم ادوائها فكانوا كالمداوي من السقم بالسم القاتل وهكذا والله فعلوا بكثير من الادوية التي ركبوها او باكثرها فإتفق قلة الاطباء وكثرة المرضى فحدثت امراض مزمنة لم تكن في السلف والعدول عن الدواء النافع الذي ركبه الشارع وميل المريض الى ما يقوي من مادة المرض فإشتد البلاء وتفاقم الأمر وإمتلأت الدور والطرقات والأسواق من المرضى وقام كل جهول يطبب الناس فإعلم ان للغناء خواص لها تأثير في سبغ القلب بالنفاق ونباته فيه كنبات الزرع بالماء .
* فمن خواصه انه يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب ابدا لما بينهما من التضاد .
* وكتب عمر ابن عبد العزيز الى مؤدب ولده ((ليكن اول ما يعتقدون من ادبك بغض الملاهي التي بدؤوها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمان فإنه بلغني عن الثقات من اهل العلم ان صوت المعازف واستماع الاغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشب على الماء فالغناء يفسد القلب واذا فسد القلب هاج فيه النفاق )).
* وبالجملة فاذا ما تأمل البصير حال اهل الغناء وحال اهل القرآن تبين له حذق الصحابة ومعرفتهم بأدواء القلوب وأدويته .
ومن هذه الاقوال من كتاب الله وسنة نبيه وأقوال الصحابة والعلماء يجب علينا اتقاء ما نهو عنه
لقوله تعالى( (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وسآءت مصيرا)) سورة النساء الاية115. فرايت ان اوضح الحق وأكشف عن شبه اهل الباطل بالحجج التي تضمنها كتاب الله وسنة رسوله وبذكر اقاويل العلملء الذين تدور الفتيا عليهم في اقاصي الارض ودانيها حتى تعلم هذه الطائفة من الذين يستمعون ويحلون الغناء انها قد خالفت علماء المسلمين في بدعتها هذه.. ويجب على المسلين ان يتقوا الله في دينهم ولا يحرمو ما احل الله ورسوله ويحلو ما حرم الله ورسوله وان يرجعو الى المصدر الاساسي كتاب الله وسنة نبيه الكريم واقوال الصحابة الكرام كما قال العلامة ابن القيم الجوزية :في مفهوم العبادة قال: العبادة ان تعبد الله من كتابه الكريم على هدي نبيه الكريم على نهج صحابة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم
**المرجع .كتاب تحريم الاغاني والملاهي من الكتاب والسنة**
** لسماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله**